فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} الآية. قال: ليس من خلق حسن كان أهل الجاهلية يعملون به ويعظمونه ويخشونه إلا أمر الله به وليس من خلق سيء كانوا يتعايرونه بينهم إلا نهى الله عنه وقدم فيه، وإنما نهى عن سفاسف الأخلاق ومذامها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال: دعاني عمر بن عبد العزيز فقال: صف لي العدل، فقلت: بخ.. سألت عن أمر جسيم، كُنْ لصغير الناس أبًا ولكبيرهم ابنًا، وللمثل منهم أخًا وللنساء كذلك، وعاقب الناس على قدر ذُنوبهم وعلى قدر أجسادهم ولا تضربن بغضبك سوطًا واحدًا متعديًا فتكون من العادين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال: قال عيسى ابن مريم: إنما الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك والله أعلم.
{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن مزيدة بن جابر في قوله: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} قال: نزلت هذه الآية في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم، كان من أسلم بايع على الإسلام فقال: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} فلا تحملنكم قلة محمد وأصحابه وكثرة المشركين أن تنقضوا البيعة التي بايعتم على الإسلام.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} قال: تغليظها في الحلف: {وقد جعلتم الله عليكم كفيلًا} قال: وكيلًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} يقول: بعد تشديدها وتغليظها.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها} يعني، بعد تغليظها وتشديدها {وقد جعلتم الله عليكم كفيلًا} يعني في العهد شهيدًا، والله أعلم بالصواب.
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)}.
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن حفص قال: كانت سعيدة الأسدية مجنونة تجمع الشعر والليف، فنزلت هذه الآية {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} الآية.
وأخرج ابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: يا عطاء، ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فأراني حبشية صفراء، فقال: هذه أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن بي هذه الموتة- يعني الجنون- فادع الله أن يعافيني. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن شئت دعوت الله فعافاك، وإن شئت صبرت واحتسبت ولك الجنة، فاختارت الصبر والجنة» قال: وهذه المجنونة سعيدة الأسدية، وكانت تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} الآية.
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في قوله: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} قال: خرقاء كانت بمكة تنقضه بعدما تبرمه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} قال: كانت امرأة بمكة، كانت تسمى خرقاء مكة كانت تغزل فإذا أبرمت غزلها تنقضه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} قال: نقضت حبلها بعد إبرامها إياه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في الآية: لو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم: ما أحمق هذه! وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده، وفي قوله: {تتخذون أيمانكم دخلًا بينكم} قال: خيانة وغدرًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أن تكون أمة هي أربى من أمة} قال: ناس أكثر من ناس.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أن تكون أمة هي أربى من أمة} قال: كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء، ويحالفون هؤلاء الذين هم أعز فنهوا عن ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال: ولا تكونوا في نقض العهد بمنزلة التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثًا، يعني بعد ما أبرمته {تتخذون أيمانكم} يعني العهد {دخلًا بينكم} يعني بين أهل العهد، يعني مكرًا أو خديعة ليدخل العلة فيستحل به نقض العهد {أن تكون أمة هي أربى من أمة} يعني أكثر {إنما يبلوكم الله به} يعني بالكثرة {وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال السمين:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ}.
قوله تعالى: {وَإِيتَاء ذِي القربى} مصدرٌ مضافٌ لمفعوله ولم يَذْكر متعلِّقاتِ العدلِ والإِحسانِ والبَغْي لِيَعُمَّ جميعَ ما يُعْدَلُ فيه، ويُحْسَنُ به إليه، ويُبغى فيه؛ فلذلك لم يذكُرِ المفعولَ الثاني للإِيتاء، ونَصَّ على الأول حَضًَّا عليه لإِدلائه بالقرابة، فإنَّ إيتاءه صدقَةٌ وصِلَةٌ.
قوله: {يَعِظُكم} يجوز ان يكونَ مستأنفًا في قوة التعليل للأمرِ بما تقدَّم، أي: إنَّ الوعظَ سببٌ في أمره لكم بذلك، وجَوَّز أبو البقاء أن يكونَ حالًا من الضمير في {يَنْهَى}، وفي تخصيصِه الحالَ بهذا العاملِ فقط نظرٌ؛ إذ يظهرُ جَعْلُه حالًا مِنْ فاعل {يأمرُ} أيضًا، بل أَوْلى؛ فإن الوعظ يكونُ بالأوامر والنواهي، فلا خصوصيةَ له بالنهي.
{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}.
قوله تعالى: {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} متعلقٌ بفعل النهي، والتوكيدُ مصدرُ وَكَّدُ يُوَكِّدُ بالواو، وفيه لغةٌ أخرى: أَكَّد يُؤَكِّد بالهمز، وهذا كقولِهم: وَرَّخْتُ الكتابَ وأرَّخْتُه، وليست الهمزة بدلًا من واوٍ كما زعم أبو إسحق؛ لأنَّ الاستعمالين في المادتين متساويان، فليس ادِّعاء كونِ أحدهما أصلًا أَوْلَى من الآخر.
وتبع مكيٌّ الزجاجَ في ذلك ثم قال: ولا يَحْسُن أَنْ يقال: الواوُ بدلٌ من الهمزة، كما لا يَحْسُنُ أن يقالَ ذلك في أَحَد؛ إذ أصلُه وَحَد، فالهمزةُ بدل من الواو. يعني أنه لا قائلَ بالعكس، وكذلك تَبِعه في ذلك الزمخشري أيضًا، وتَوْكِيدها مصدرٌ مضافٌ لمفعوله.
وأدغم أبو عمروٍ الدالَ في التاء، ولا ثانيَ له في القرآنِ، أعني أنه لم تُدْغَمْ دالٌ مفتوحةٌ بعد ساكنٍ إلا في هذا الحرفِ.
قوله: {وَقَدْ جَعَلْتُمُ} الجملةُ حالٌ: إمَّا مِنْ فاعلِ {تَنْقُضوا}، وأما من فاعلِ المصدرِ، وإن كان محذوفًا.
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ}.
قوله تعالى: {أَنكَاثًا} يجوز فيه وجهان، أظهرُهما: أنه حالٌ مِنْ {غَزْلها}، والأَنْكاث: جمعُ نِكْث بمعنى مَنْكوث، أي: منقوضٌ، والثاني: أنه مفعولٌ ثانٍ لتضمين {نَقَضَتْ} معنى صَيَّرَتْ، وجَوَّز الزجاجُ فيه وجهًا ثالثًا وهو: النصبُ على المصدرية؛ لأنَّ معنى نَقَضَتْ: نَكَثَتْ، فهو مُلاقٍ لعاملِه في المعنى.
قوله: {تَتَّخذون} يجوز أن تكونَ الجملةُ حالًا من واو {تكونوا} أو من الضمير المستتر في الجارِّ، إذ المعنى: لا تكونوا مُشْبهين كذا حالَ كونِكم متَّخذين.
قوله: {دَخَلًا بَيْنَكُمْ} هو المفعولُ الثاني ل {تَتَّخذون}، والدَّخَل: الفسادُ والدَّغَلُ، وقيل: {دَخَلًا} مفعولٌ من أجله، وقيل: الدَّخَل: الداخلُ في الشيءِ ليس منه.
قوله: {أَن تَكُونَ}، أي: بسبب أَنْ تكونَ، أو مخافةَ أَنْ تكونَ، و{تكون} يجوزُ أَنْ تكونَ تامةً، فتكون {أمَّةٌ} فاعلَها، وأن تكونَ ناقصةً، فتكون {أمَّةٌ} اسمَها، و{هي} مبتدأ، و{أَرْبَى} خبرُه، والجملةُ في محلِّ نصبٍ على الحال، على الوجه الأول، وفي موضعِ الخبرِ على الثاني، وجوَّز الموفيون أن تكونَ {أُمَّةٌ} اسمَها، و{هي} عمادٌ، أي: ضميرُ فَصْلٍ، و{أربَى} خبرُ {تكون}، والبصريون لا يُجيزون ذلك لأجل تنكيرِ الاسمِ، فلو كان الاسمُ معرفةً لجاز ذلك عندهم.
قوله: {به} يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك، وقيل: يعودُ على الربا المدلولِ عليه بقوله: {هِيَ أَرْبَى} وقيل: على الكثرة، لأنها في معنى الكثير. قال ابن الأنباري: لَمَّا كان تأنيثُها غيرَ حقيقي حُمِلَتْ على معنى التذكير، كما حُمِلت الصيحةُ على الصِّياح ولم يتقدمْ للكثرةِ لفظٌ، وإنما هي مدلولٌ عليها بالمعنى مِنْ قوله: {هِيَ أَرْبَى}. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في عدل:
العَدْل والعِدْل واحد في معنى المِثْل، قاله الزَّجَّاج. قال: والمعنى واحد، كان المثلُ من الجنس أَو من غير الجنس، قال: ولم يقولوا إِن العرب غَلِطَتْ، وليس إِذا أَخطأَمخطئٌ وجب أَن تقول: إِن بعض العرب غَلِطَ.
وقال ابن الأَعرابىِّ: عَدْل الشىءِ وعِدْله سواء أي مثله.
وقال الفرّاء: العَدْل-بالفتح-: ما عادل الشى من غير جنسه، والعِدْل-بالكسر- المِثْل، تقول: عندى عِدْل غلامك وعِدْل شاتك: إِذا كان غلامًا يعدل غلامًا أَو شاة تعدل شاة، فإِذا أَردت قيمته من غير جنسه نصبت العين.
وربّما كسرها بعض العرب فكأَنَّه منهم غلط.
وقد أَجمعوا على واحد الأَعدال أَنّه عِدْل بالكسر.
والعَدْل: خلاف الجَوْرِ.
يقال: عدل عليه في القضيّة فهو عادل، وبسط الوالى عَدله ومَعْدِلته ومَعدَلته، وفلان من أَهل المعدَِلة أي من أَهل العَدْل.
ورجل عَدْلٌ، أي رِضًا ومَقْنع في الشهَّادة؛ وهو في الأَصل مصدر.
وهو عادل من قوم عُدُول وعَدْلِ، الأَخيرة اسم للجمع كتَجْر وشَرْب.
ورجل عَدْل، وصف بالمصدر وعلى هذا لا يثنَّى ولا يجمع ولا يؤَنَّث.
فإِن رأَيته مجموعًا أَو مثنى أَو مؤَنّثًا فعلى أَنَّه قد أُجرى مُجرى الوصف الذي ليس بمصدر.
وقد حكى ابن جنىّ: امرأَة عَدْلة، أَنَّوا المصدر لمّا جرى وصفا على المؤَنَّث وإن لم يكن على صورة اسم الفاعل ولا هو الفاعل في الحقيقة.
وقيل: العَدّل يستعمل فيما يدرك بالبصيرة كالأحكام، كقوله تعالى: {أَو عَدْلُ ذلك صِيَامًا}.
والعِدل-بالكسر- والعَدِيل فيما يدرك بالحاسّة كالموزونات والمعدودات والمكِيلات.
والعَدْل: هو التقسيط على سواء، وعلى هذا رُوى: بالعَدْلِ قامت السّماوات والأَرض، تنبيهًا أَنَّه لو كان ركن من الأَركان الأَربعة في العالم زائدا على الآخر أَو ناقصًا عنه على مقتضى الحكمة لم يكن العالَمُ منتظمًا.
والعَدل ضربان: مطلق يقتضى العقلُ حسنه، ولا يكون في شيء من الأَزمنة منسوخًا، ولا يوصف بالاعتداء بوجه، نحو الإِحسان إِلى من أَحسن إِليك، وكفّ الأَذى عَمّن كَفَّ أَذاه عنك.
وعَدْل يعرف كونه عدلا بالشرع، ويمكن أَن يكون منسوخًا في بعض الأَزمنة كالقصاص وأَرش الجنايات وأَخذ المال المرتدّ، ولذلك قال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ}، قال: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} فسمّى ذلك سيّئة واعتداء.
وهذا النحو هو المعنىّ بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ}، فإِنَّ العدل هو المساواة في المكافأَة إِنْ خيرا فخير وإِن شرًّا فشرّ، والإِحسان أَن يقابل الخير بأَكثر منه والشر بأَقلّ منه.
وقوله: {وَأَشْهِدُواْ ذَوَي عَدْلٍ مِّنكُمْ} أي ذَوَىْ عدالة.
وقوله: {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء} فإِشَارةٌ إِلى ما عليه جِبِلّة الإِنسان من الميل؛ فإِن الإِنسان لا يقدر على أَن يسوّى بينهنَّ في المحبة {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} إِشارة إِلى العدل الذي هو القَسْم والنفقة.
وقوله: {أَو عَدْلُ ذلك صِيَامًا} أي ما يعادل من الصّيام الطعام.
ويقال للفِداء إِذا اعتبر فيه معنى المساواة.
وفى الحديث: «لا يُقبل منه صَرْف ولا عَدْل».
قيل: الصرف: التوبة، وقيل: النافلة.
والعدل: الفِدْية، وقيل: الفريضة.
وقيل: الصّواب أَنَّ الصرف بمعنى التصرّف والتدّبير والحيلة، والعدل بمعنى الفدية.
قال تعالى: {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلاَ نَصْرًا} أي تصرّفًا وتدبيرًا.
وقال تعالى: {وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ} وكأَن المعنى: ما يقبل منه ما تصرَّف فيه بحيلة وكَدَح له وتعب ونصِب، ولا فداء ولو افتدى به.
وقيل: العدل السويّة، وقيل العدل: التطوّع، والصرف: الفريضة.
ومعنى: {لا يقبل منه} أي لا يكون له خير يقبل منه.
وقوله: {ثْمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} أي يجعلون له عديلا، فصار كقوله: {وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ}، وقيل: يعدلون بأفعاله عنه وينسُبونها إِلى غيره.
وقيل: يعدلون بعبادتهم عنه تعالى، وقيل: الباء بمعنى عن.
وقوله: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} يصحُّ أَن يكون من قولهم: عدل عن الحقِّ: إِذا جار.
وفلان يعادل هذا الأَمر: إِذا ارتبك فيه ولم يُمضِه.
قال:
إِذا الهَمُّ أَمسى وهْو داء فأمضِه ** فلستَ بممضيه وأَنت تعادلُه

اهـ.